بسبب التغيرات المناخية والحرائق.. بحيرة البرلس ملاذ الطيور المهاجرة | تفاصيل

كتب: خيرالله فؤاد

بحيرة البرلس هي إحدى أهم بحيرات العالم التي تهاجر إليها الطيور من أوروبا كل عام مع بداية فصل الشتاء بأعداد كبيرة جدا، حيث البحيرة تقع في شمال شرق البحر الأبيض المتوسط بمدينة بلطيم والبرلس بمحافظة كفرالشيخ .

في محافظة كفر الشيخ، يعيش الصيادون أطول فترة من يومهم على شاطئ بحيرة البرلس أو داخلها، حتى باتت هناك عشرة كبيرة بين المكان والصيادين، الأمر الذي جعلهم يتمكنون من معرف الأحوال المناخية والأجواء التي قد تحدث في سماء البحيرة، حتى أنهم باتوا يعرفون مواعيد هجرة الطيور من وإلى المكان.

خبرة الصيادين ساعدتهم في التنبؤ بأن الطيور المهاجرة ستكون في ضيافة بحيرة البرلس مبكرًا هذا العام، بسبب التغيرات المناخية الطارئة على الكرة الأرضية، والحرائق المشتعلة في الدول الأوروبية والشمال الغربي والشمال الشرقي، تحديدًا في اليونان والدول المجاورة والمحيطة بها.

طيور مهاجرة لبحيرة البرلس من أوروبا

ثروة الطيور المهاجرة إلى بحيرة البرلس

وتعد تلك الطيور المهاجرة ثروة كبيرة تعود بالنفع على الصيادين وأسرهم لقيامهم بصيد البعض منها وبيع أخرى.

الموقع الجغرافي لـ بحيرة البرلس

بحيرة البرلس من البحيرات التي تقع شمال محافظة كفر الشيخ، وتطل على مياه البحر الأبيض المتوسط وتعبر من البحيرات التي يتواجد بها مخزون سمكي متنوع من أسماك البلطي  والبوري  والقراميط  والثعابين السمك  ويعمل بها أكثر من 40 ألف صياد من أبناء البرلس ومركز سيدي سالم  ومركز مطوبس.

نشأة بحيرة البرلس

بحيرة البرلس تعتبر من المحميات الطبيعية والتي يوجد بها عدد كبير يصل لأكثر من 120 نوع من الطيور  البرية النادرة  المهاجرة من أوروبا وشرق أسيا  وأفريقيا والتي تقطن بها في فصل الشتاء  والخريف وأنواع أخري في فصل الصيف  سوف نتناول البعض منها .

نشأت بحيرة البرلس في عام 1926 من خلال قناة برمبال المطلة علي فرع النيل برشيد  ومتصلة بالبحرية كمصب للمياه  وكذلك بوغاز البرلس الممر المائي الرابط بين البحيرة  والبحر المتوسط.

بينما يبلغ طول البحيرة 71 كيلو مترا وعرضها نحو 17 كيلو متراً حتي 8 كيلو متراً لبعض المناطق ويبلغ عمقها ما بين مترين  إلى ثلاثة أمتار في بعض المناطق بها.

مراحل تطوير بحيرة البرلس

يقول الدكتور فيصل متولي أستاذ بكلية الآداب جامعة كفرالشيخ وأحد أبناء والبرلس أن بحيرة البرلس هي من أكبر المحميات الطبيعية في مصر  وكذلك في الشرق الأوسط من حيث المساحة  وتعتبر مخزون استراتيجي  كبير للأسماك منها البلطي  والقراميط  والبوري والثعبان السمكي والمعروف بأثمانه الغالية وطعمة الشهي  وهي ثروة سمكية كبيرة بمصر.

مصدر رزق للصيادين

أضاف دكتور  فيصل أن البحيرة يعمل بها أكثر من 40 ألف صياد من أبناء برج البرلس والذين يمتهن أغلبهم مهنة الصيد والزراعة وتعتبر البحيرة مدر دخل أساسي لهم ولأسرهم .

وأوضح أن البحيرة عانت في فترة التسعينات  حتي عام 2000 من أنتشار الغاب ، والبوص ، والحشائش  وطمي البحيرة لعدم التكريك  لها بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن التطوير الحقيقي للبحيرة كان في بداية عام 2008 عندما تولي اللواء أحمد زكي عابدين مهام الأمور كمحافظ للإقليم.

ولفت إلى أن البحيرة شهدت في فترة تولية محافظاً نقلة نوعية كبيرة لتطويرها حيث إزال البوص  والغاب من البحيرة  وعمقها باعتماد مالي بلغ نحو نصف مليار جنية من قبل مجلس الوزراء وقتها لتشمل خطة التطوير نحو 6 سنوات متتالية .

وقد أدى ذلك لزيادة المخزون السمكي بالبحيرة بشكلاً كبير  وزيادة الدخل للصيادين  وتعميق بوغاز البرلس وفيصل حدود البحيرة بمحيطها الطبيعي.

وأكد أن البحيرة كانت في خمسينات القرن الماضي نحو 142 فدان وتقلص منها بسبب التعديات نحو 30 ألف فدان حتي يوماً هذا لتصبح نحو 112 ألف فدان ويجب أن يتم الحفاظ علي تلك المحمية الطبيعية الهامة لمصلحة الصيادين من أهالينا بالبرلس .

95 عاماً ملاذًا للطيور البرية النادرة

وأردف  أن البحيرة محمية طبيعية يهاجر لها أكثر من 120 نوعاً من الطيور البرية المهاجرة النادرة من ثلاث قارات  وهي أوروبا  وشرق أسيا وأفريقيا في فصول الشتاء والخريف والصيف .

وتلك الطيور النادرة تنتمي لأكثر من 65 عائلة ونحو 22 نوع ومسمي مختلف ومنها الأكثر شيوعاً طيور هي النورس والزريقة،   والأبلق  وخطاف البحر  والصقور الأصلية  والدراسة، كما يوجد  بالبحيرة حوالي 190 نوعاً  من الطيور الزقزاقية  والقطاطية 80 نوعاً  ومن الوزيا  نحو 30 نوعاً، ونحو 40 نوعاً من الطيور المفرخة  ونحو 55 نوعاً من الطيور المغردة، وذلك لما تمتاز به البحيرة من مناخ معتدل دافئ شتاءً  حار معتدل صيفاً والتي تجعل تلك الطيور البرية تهاجر إليها بشكلاً مستمر.