«ذكرى النصر» المشير أبو غزالة قائد المدفعية بنصر أكتوبر ورائد الانتاج الحربي بمصر
كتبت: دينا حافظ
تحل فى هذا الشهر ذكرى نصر حرب أكتوبر المجيد، الذي اعاد العزة والكرامة لمصر باسترداد أرض “سيناء” الغالية ، ومن أهم القادة العسكريين الذين شاركوا في تحقيق هذا النصر “المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق وقائد المدفعية بالجيش الثاني خلال حرب أكتوبر.
من هو المشير أبوغزالة !!
ولد المشير أبو غزالة في 15 يناير 1930 بقرية زهور “قبور” الأمراء بمركز الدلنجات، ودرس في مدرسة دمنهور الثانوية وحصل على شهادة التوجيهية عام 1946، وكان ترتيبه الثالث عشر على الجمهوية.
ثم التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في 1 فبراير 1949 وكان ترتيبه الأول على الدفعة، وهي الدفعة التي ضمت الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
وبعدها التحق بسلاح المدفعية، وفي عام 1951 كان نقيبًا في سلاح المدفعية متمركزًا في سيناء، وفي زيارة له إلى القاهرة تم تجنيده في تنظيم الضباط الأحرار، سافر إلى الاتحاد السوڤييتي في الفترة من 1957 حتى 1961، في معهد المدفعية والهندسة في مدينة پنزا Penza لمدة 18 شهرًا ثم إلى موسكو حيث التحق بأكاديمية “ستالين” حيث حصل على إجازة القادة “”Kandidat Nauuk وتعني دكتوراه العلوم لتشكيلات المدفعية عام 1961، وعقب عودته من روسيا عمل في فرع التعليم بمدرسة المدفعية ثم تولى رئاسة هذا الفرع خلال حرب 1967، كما درس في كلية “لاكلهار” التي درس فيها أشهر قادة أمريكا، بالإضافة إلى إيجادته لعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والروسية.
تدرجاته الوظيفية
قاد أبو غزالة في ديسمبر 1968، مدفعية أحد التشكيلات الضاربة على جبهة غرب القناة، وبسبب حديثه الواعي الجرئ وتحليله لأسباب الهزيمة ومسئولية القيادتين السياسية والعسكرية معاً، توقع كثيرون القبض على أبو غزالة أو إحالته للتقاعد.
وبالفعل قام الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية، بالاشتراك مع اللواء أحمد إسماعيل ونائبه وقتها محمد الجمسي بوضع اسم أبو غزالة في كشف المعاشات الذي سيصدر في يناير 1969، ولكن الرئيس جمال عبد الناصر، قام حينها بشطب اسم أبو غزالة من قائمة المحالين للمعاش، وقال لمحمد فوزي: “أنا أعرف ماذ يقول أبو غزالة عني وعن عبد الحكيم عامر بل وعنك أيضاً، ولكنه يبقى من الرجال القلائل الصادقين، لا نفرط فيه ولا في مثله من الضباط، ولاتدع الغضب منهم يخفي عنك صورتهم الحقيقية”.
حرب أكتوبر
وفي حرب أكتوبر 1973، عين المشير أبوغزالة قائداً لمدفعية الجيش الثاني، و بعد الحرب عين رئيساً لأركان المدفعية، ثم اختير في عام 1978، ملحقاً عسكرياً في الولايات المتحدة، وحصل حينها على دبلوم الشرف من كلية الحرب الأمريكية كارلايل عام 1979، ويعتبر بذلك أول شخص غير أمريكي يحصل على هذا الدبلوم.
مديرا للمخابرات
وفي 27 يونيو 1979 اختير مديراً للمخابرات الحربية، وظل يعمل ملحقاً عسكرياً بواشنطن مدة ستة أشهر بعد صدور قرار تعيينه مديراً للمخابرات الحربية، ثم عاد للقاهرة لاستلام المنصب.
وفي 15 مايو 1980 عين رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة ورقي إلى رتبة فريق.
وفي 1 اكتوبر 1981 وافق المؤتمر الثاني للحزب الوطني على تعيينه عضواً بالمكتب السياسي بالحزب، وبعد أيام قليلة عين وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي.
وفي أبريل 1982 أصدر الرئيس مبارك قرار ترقية الفريق أبو غزالة إلى رتبة مشير، وفي 1 سبتمبر عين نائباً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي.
وفي سبتمبر 1985، عين نائباً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في وزارة علي لطفي، وفي نوفمبر 1986 عين نائباً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في وزارة عاطف صدقي، وفي أكتوبر استمر أبو غزالة في نفس المنصب في وزارة الدكتور عاطف صدقي الثانية.
وفي أبريل 1989 ترك وزارة الدفاع عندما اقيل من منصبه وعين مساعداً لرئيس الجمهورية.
أهم إنجازاته
استطاع أبو غزالة مراوغة الولايات المتحدة الأمريكية، حين رفضت دخول مناقصة دولية أقيمت من أجل الحصول على دبابة قتال رئيسة “الأبرامز” حتى لا تدعم مصر على حساب حليفتها إسرائيل، وحين فوجئت بالعديد من الدول تسعى للفوز بالمناقصة ومنها بريطانيا ودبابتها “تشالينجر”، قررت أن تعرض على مصر دبابة “الأبرامز” بنسبة إنتاج ومكون محلي محدود على أن تزداد كلما تم تجديد التعاقد لزيادة العدد، قبلت مصر الصفقة وبهذا دخلت دبابة “الأبرامز” الأقوى عالمياً الخدمة بالجيش المصري.
كما أسس أبو غزالة برنامج سرياً لصناعة الصواريخ الباليستية بالتعاون مع الأرجنتين وبدعم عراقي لمشروع برنامج صاروخ “بدر 2000 كوندور 2″، وأشرف على التصنيع الحربي، وأنشأ مصانع وزارة الدفاع ومنها مصنع “200” الخاص بتجميع الدبابة “أبرامز أ1″، ومصنع “99” المتقدم، بالإضافة للمصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع، وازدهر الإنتاج الحربي لمصر في عهده لتتعدى صادرات مصر العسكرية بليون دولار عام 1984.
يذكر أن المشير أبو غزالة توفى يوم 6 سبتمبر 2008، في مستشفى الجلاء العسكري بمصر الجديدة بعمر 78 عاماً بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة.