المسلسل المشؤوم الذي دمر حياة الفنان “رشدي أباظة”
إسراء البواردي
لسنوات طويلة، ظلت السينما صاحبة نصيب الأسد في مسيرة الفنان الراحل رشدي أباظة.
حيث كان ظهوره الأول في فيلم “المليونيرة الصغيرة” أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة.
ومنذ ذلك الوقت لمع سيط دنجوان الشاشة العربية وبالرغم من تعدد الأدوار التي قام بها الفنان طوال مسيرته الفنيه.
وكفاءته في تجسيد مختلف الشخصيات إلا أنه كان رافضا لخوض تجربة الدراما التلفزيونية.
وكان كلما سُأل عن هذا الموضوع يكون الرد “أنا ممثل سينمائي فقط”
وإصراره بالرفض ظل حتى نهاية السبعينيات وتحديدا في ١٩٧٩.
عندما عرض عليه المخرج عادل صادق بطولة مسلسل “الصفقة”.
وشاركه في العمل كل من الفنانة صفاء أبوالسعود، الفنان حمدي أحمد، حسن حسني وفكري أباظة.
جاءت موافقة الفنان رشدي أباظة على المسلسل تزامنا مع حالة من الركود.
التي شهدتها السينما في ذلك الوقت مع انتشار أفلام الرقص والأكشن الخالية من الفن والإبداع.
وبالرغم من الرفض الذي دام لسنوات طوال مشوار رشدي.
جاء هذا المسلسل ليكون صفقة شؤم على الفنان حيث هاجمته آلام شديدة.
واعتذر عن التصوير لمدة 4 أيام وعاد للتصوير مرة أخرى ولكن كان ظاهرا عليه الإجهاد الشديد.
وتعلل الفنان في ذلك الوقت أن هذا بسبب المهدئات الشديدة.
ولكن ما لبثت تلك الآلام أن هاجمت رشدي أباظة مرة أخرى وبقوة.
الأمر الذي اضطره للسفر إلى لندن ليفاجأ بمرضه وهو “ورم في المخ”.
ولابد من إجراء عملية جراحية لاستئصاله ومنذ تلك اللحظة.
دخل الفنان في دوامة العلاج حتى وفاته في يوليو 1980.
ولما كان مسلسل “الصفقة”.. صفقة شؤم على رشدي أباظة.
فقد كان صفقة خراب على المخرج عادل صادق، بحسب ما ورد في حديثه لمجلة أخر ساعة عام 1980.
رشدي أباظة من مواليد عام 1926 لأم إيطالية وأب مصري.
صل على البكالوريا من كلية سان مارك بالأسكندرية، لكنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عشقه للرياضة.
بدأ حياته في عالم السينما حين أسند إليه المخرج بركات دورًا مهمًا في فيلم المليونيرة الصغيرة عام 1948.
وفي عام 1950 سافر إلى إيطاليا لمدة ستة أشهر على أمل الظهور في أفلام إيطالية.
ولكن لم يكتب له النجاح هناك. من أهم أفلامه: (امرأة على الطريق، الطريق، طريق الأمل، الرجل الثاني، صراع في النيل، في بيتنا رجل، الزوجة رقم 13