الضاحك الباكي ..ومحاكمة محمد فاضل
إسراء البواردي
صورة سلبية مكوّنة حول العمل من قبل انطلاقه، مبيّنة أنّ الفنان المصري عمرو عبد الجليل لم يظهر في صورة المتقمّص للشخصية خلال التصوير، بل بصورة المؤدي لها، وعندما عرض أولى حلقات المسلسل «الضاحك الباكي» أتضح إختلاف الشخصيه بين الممثل عمرو عبد الجليل والممثل نجيب الريحاني وعدم تقريبه الشخصية المجسدة من الدور ، فالفنان عمرو عبد الجليل ما زال متآثر بشخصية «توشكى» بفيلم «كلمني شكرًا» في بعض المشاهد المعروضة .
رغم قيمة المخرج «محمد فاضل» الكبيرة، لم يحدث تطوّراً في الصورة، لافتة إلى أنّ فاضل وافق على إخراج هذا العمل وهو مسلسل «الضاحك الباكي» والذي يجسد قصة حياة الفنان «نجيب الريحاني» بعد غياب سنوات، من أجل مشاركة زوجته فردوس عبدالحميد في المسلسل، فضلاً عن زيادة مساحة دورها في بعض المشاهد، غير أنها لم تكن مناسبة لتجسيد دور الأم في فترة صغره ، فكان يجب الإستعانة بممثلة أصغر سنًا لتجسيد ذلك الدور في تلك المرحله .
بالرغم من ظهور شخصية نجيب الريحاني بالمسلسل، فإنّ هناك عوامل ساهمت في ظهوره بهذا الشكل، من بينها الماكياج الخاص بالشخصية والذي لم يكن موفق لتقريب الشكل العام للفنان نجيب الريحاني .
يعرض حاليًا مسلسل «الضاحك الباكي» للفنان عمرو عبد الجليل ، ويتناول المسلسل قصة حياة الفنان الكبير نجيب الريحاني منذ الطفولة، ويبرز الجوانب الإنسانية والاجتماعية في حياته، والحياة السياسية التي عاشها، خاصة ثورة 1919، والحربين العالميتين الأولى والثانية، ودستور 1923، والاحتلال الإنجليزي لمصر، بالمسلسل يهتم بالجوانب السياسيه التي مر بها الفنان ‹النجيب الريحاني›.
ويروي مسلسل الضاحك الباكي قصة حياة نجيب الريحاني بدءً من ميلاده في نهاية القرن الـ 19، وتحديدًا عام 1892 وحتى سنة 1949 وقصص الفن في تلك الحقبة الزمنية.
وأما عن أبطال مسلسل الضاحك الباكي، الذي يجسد قصة حياة الفنان الراحل نجيب الريحاني، فهم:عمر عبد الجليل: في دور نجيب الريحاني، مصطفى شوقي: في دور سيد درويش،فردوس عبد الحميد: في دور والدة نجيب الريحاني، رزان مغربي: في دور بديعة مصابني، محمد سليمان: في دور ستيفان روستي.
نجيب الريحاني عام ١٨٨٩م بالقاهرة، لأب عراقي مسيحي وأم مصرية قبطية، كان أبوه يعمل بتجارة الخيل، وقد نشأ الطفل في منطقة باب الشعرية، فعاشر الطبقات الشعبية الفقيرة والبسيطة، كان الريحاني مولعًا بأمه، وورث عنها حس الفكاهة، فكان يسخر كما تسخر هي من المتناقضات الاجتماعية التي يعج بها المجتمع المصري في تلك الفترة، إلا أنه كان يمارس هذه السخرية بخجل، فقد كان الريحاني شخصية انطوائية، لا يخالط الناس كثيرًا ويفضل الانعزال.
بدأ الريحاني مشواره الفني حتى لمع نجمه، واشتهر بين الناس، لما يملكه من موهبة تمثيلية فذة وحس فكاهي عبقري،وتوهج الريحاني فنيا عندما تزوج بالراقصة اللبنانية بديعة مصابني، التي ساعدته كثيرا، وشجعته على العمل في السينما، والتي قدم عبر شاشتها العديد من الأعمال السينمائية الخالدة مثل “صاحب السعادة وكشكش بيه، ولعبة الست، وأحمر شفايف، وياقوت”.
بمرور الأيام نشأت الخلافات بين نجيب الريحاني وبديعة مصابني بسبب الكازينو، وحدث الانفصال، ليتزوج بعد شهور من راقصة ألمانية تدعى “لوسي دي فرناي” أنجب منها بنتا وحيدة تدعى “جينا”.
كتب القدر نهاية هذا الفنان الكبير في 8 يونيو 1949، حيث توفي الريحاني متأثر بإصابته بمرض التيفويد، عن عمر ناهز 60 عاما، وقبل أن يكمل تصوير دوره في فيلم “غزل البنات”.