الشيخ طه إسماعيل.. شيخ الرياضيين وإمام المدربين
شريف مدحت _محمد يحيى
يملك سجلًا زاخرًا بالمواقف حاشدًا بالأحداث مليئًا
بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طال لأكثر
من أربع حقب زمنية.. فقد استحق التسجيل واستوجب التدوين.. إنه الشيخ طه إسماعيل.
الشيخ طه.. شيخ الرياضيين وإمام المدربين
الشيخ طه هو شيخ عموم الرياضيين.. ورائد العلميين
المتخصصين.. وزعيم المعلقين والناقدين.. وإمام
الدارسين والباحثين، وهو أيضا من أوائل المهاريين الموهوبين.. وأبرز الهدافين.. وأخطر المهاجمين..
وصاحب مدرسة الأخلاق الرفيعة.. وناظر أكاديمية
المبادئ الأصيلة.. والدكتور الشيخ طه إسماعيل هو أحد القلائل الذي جمع بين الخصال الفاضلة..
والمواهب الرائعة.. والدرجات العلمية العالية.. والمنزلة الاجتماعية السامية.
سر “الشيخ طه”
قد أطلق على طه إسماعيل لقب “الشيخ طه” لاعب
ومدرب الأهلي الراحل حلمي أبو المعاطي، وتناقلته
بعض الأقلام، لكن كان السبق لقلم الراحل نجيب
المستكاوي، في ترديد هذا اللقب، حتى أصبح من
اللوازم التي يقترن بها كابتن مصر والأهلي في كل الأحيان وعلى مر العصور والأزمان.
طه إسماعيل من مواليد حي المعادي، في أواخر عقد
الثلاثينيات، وبالتحديد في ٨ فبراير عام ٣٩، من أسرة
كان عائلها موظفًا في سلاح المهمات، وله سبعة أشقاء منهم خمس إناث.
كعادة كل الموهوبين مارس طه إسماعيل الكرة في
صباه بشوارع الحي، ثم انضم لنادي المصري القاهري،
ورفعه شيخ الكشافين الحاج خيري عبد الرحمن،
وأشار على النشط “عبده البقال” بمتابعته، وما هي إلا
أيام قليلة وانضم إلى أشبال الأهلي، ثم إلى الفريق الأول تحت قيادة المجرى تيتكوش.
وبدأ الشيخ طه المشاركة في وسط الملعب ناحية
اليسار، بالرغم أنه ليس بأعسر.. لكن تسديداته
الصاروخية بالقدم اليسرى دفعت المدربين للاستفادة
من قدمه اليسرى، خاصة عندما غاب بعض المهاجمين الموهوبين عن الفريق أمثال كابتن مكاوي وتوتو،
فاحتل طه مركز “ساعد الهجوم الأيسر”- أو ما يسمى
الآن الجناح الأيسر- حيث كانت طرق اللعب وقتها
تسمح بخمسة مهاجمين، وتألق الشيخ في التسديد
على الطاير وبرأسه، حتى لقبه البعض بصاحب القدم
الذهبية.. كما تعملق أمام بعض الفرق الأجنبية التي
كانت تزور مصر في حقبة الستينيات، وكان أجمل
أهدافه في مرمى نادي “بنفيكا” بطل البرتغال وأوروبا، وهو الهدف الذي رجح كفة الأهلي على ضيفه 3/2.
وكان الشيخ طه هو الشريك الأساسي في انتصارات
الأهلي المتتالية وحصده سبع بطولات منها ثلاث لكأس مصر وأربع للدوري العام.
وكانت للمباراة التي لعبها أمام الزمالك بأسيوط في
12 ديسمبر عام 1962، ذكريات خاصة، حيث نجح
في إحراز هدفين من الثلاثة التي فاز بها فريقه على
نده اللدود الزمالك 3/2، وفاز في نفس العام 1962
بلقب “أحسن لاعب”، ثم احتفظ باللقب للعام التالي على التوالي.
لم تشغله نجوميته ولا شهرته عن مواصلة دراسته
العلمية، فقد حصل على بكالوريوس التربية الرياضية،
ثم درجتي الماجستير والدكتوراه، كما حصل على
رخصة من معهد لايبزج الألماني- بعد دراسة لثمانية
أشهر- وأصبح محاضرًا في “فيفا”، ورئيسًا لـ”مشروع الهدف” في مصر، ثم منطقة الشرق الأوسط بالكامل.
مسيرة تدريبية حافلة
ويمتلك الشيخ طه مسيرة تدريبية حافلة، إذ امتهن
التدريب، وتولى تدريب الأهلي في أكثر من مرحلة، ثم
انتقل للعمل بالأندية السعودية وقاد منتخبها في كأس الخليج والوحدة وعكاظ، ثم تولى تدريب فريق
القوات المسلحة بالأردن، ثم عاد ليقود منتخب مصر
ووصل به للمباراة النهائية بدورة الألعاب الإفريقية عام
٧٨ بالجزائر، وفاز بالكأس، ثم عاد لأندية الخليج مرة
أخرى ليدرب نادي النصر بدبي، وبعد عودته لمصر
وإلى الأهلي فاز بدرع الدوري وكأس مصر عام 86/87 وبطولة إفريقيا للأندية الأبطال.