” الزوجة المعلقة”.. لقب يزعج المرأة والمجتمع ويخالف الشرع
كتب- كمال القديري
زوجات معلقات، لا مطلقات ولا متزوجات، لُقبن بـ” الزوجة المعلقة“، فهو لقب يزعج المرأة والمجتمع ويخالف الشرع، فهن زوجات مع وقف التنفيذ.
معاناة الزوجات
وتعاني الكثير من الزوجات، اللاتي هجرهن أزواجهن، لا طلقهن ولا عاشرهن معاشرة الأزواج، من مشكلات اجتماعية ونفسية كثيرة بسبب الهجر.
موقع”الرأي”، يسلط الضوء على تلك المشكلة التي يعاني منها المجتمع المصري، من خلال قصصهن ورأي المتخصيين.
قصص المعلقات
” سعاد.باسم”، البالغة من العمر 31عاماً، تزوجت منذ 3 اعوام ولم يرزقها الله سبحانه وتعالى بالإنجاب، ماأدي لتغير سلوك زوجها تجاهها.
تقول سعاد:” وجدته شخصاً آخر مع طلب اهله الدائم بزواجه لعدم إنجابنا أطفالاً حتى الآن، أصبح بعاملني كأي شئ موجود في الشقة، شعرت بإهانة”.
وادى ذلك غلى انه هجرني ولم يعد يمارس العلاقة الحميمة معي، تركت المنزل وعدت لهلي طالبة الطلاق إلا انه يرفض طلاقي”.
تضيف الزوجة،” عرضت على أهلي إقامة دعوى خلع للخلاص منه، إلا أنهم يرفضون بسبب صلة القرابة التي بيننا، وانا الآن معلقة، أواجه قسوة المجتمع وحدي”.
لم يختلف حال “داليا.ياسين”، فتاة تبلغ من العمر 24 عاماً،كثيراً، فتزوجت حين كانت في سن الـ19 عاماً، حينها لم تكن تعلم معنى الزواج.
تقول،” وجدت نفسها تتحمل مسئولية أسرة وعائلة كاملة، وبعد مرور نحو عامين من زواجها على محاسب يكبرها بـ4 اعوام، تبدل حالها، وهجرها زوجها متجهاً لإحدى الدول العربية، رافضاً الإنفاق على طفلهما.
تروي داليا مآساتها قائلة،” تزوجته لكنني شعرت أنني تزوجت عائلة كاملة، استيقظ مبكراً لتأدية طلبات العائلة، واظل طوال اليوم قائمة على خدمة والديه واشقائه”.
تضيف،” وتركني وسافر وحينما طلبت منه الانفاق على طفلنا، كان رده هبعت الفلوس على أهلي واهو انتي عايشة معاهم، شعرت أنني اعيش تحت رحمتهم، فلا انا متزوجة، ولا انا سعيدة”.
تتابع” تركت منزل الزوجية وذهبت لمنزل لأسرتي، وطلبت منه العودة من السفر والاستقلال في منزل خاص بي، إلا أنه رفض رغم قدرته المالية، فطلبت الطلاق فرفض أيضاً.
لجأت الزوجة، لمحكمة الأسرة طالبة الطلاق للضرر ، لكن حتى الان لم يُحكم في قضيتي، واصبحت إمرأة مُعلقة”.
رأي الدين
قال الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه وتعالى- نهى الأزواج أن يمسكوا زوجاتهن من أجل الإضرار بهن.
قال تعالى، « وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُواْ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُۥ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوًا.. ۚ».
و أوضح شلبي، أن إمساك الزوج لزوجته ورفضه طلاقها وإعطائها حقوقها من الاعتناء والرعاية والإنفاق؛ خطأ كبير ولا يجوز شرعًا.
لقوله « وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا».
وأضاف، فإما امساك بمعروف أو طلاق بمعروف، قال عز وجل،« وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍۢ ۚ».
منبهًا: ” إمساك الزوج بالزوجة مع الضرر حرام ونهى عنه الله- عز وجل-“.
كما أكد مبروك عطية، الداعية الإسلامي، أن وعد الرجل زوجته بالطلاق لا يُعد طلاقًا، مؤكدًا أن تعليقه لامرأته ينزع البركة.
وتابع، أن تهرب الزوج من نفقة زوجته وتركها كالمُعلقة، ينتزع البركة من صيامه وصلاته.
أشار عطية، إلى أن الله سبحانه وتعالى نهى عن تعليق الرجل لزوجته، مؤكدًا أن الشرع لا يعرف ذلك ولا يقبله.
مشاكل نفسية واجتماعية
وتتعرض المرأة المعلقة لمشاكل كثيرة، منها اجتماعية ونفسية، وفق الدكتورة أمل عطوة، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية.
1- رفضها من قبل أهلها
إذ تتعرض المرأة المعلقة للرفض من قبل أهلها أو أولادها، فيقبل بعض الأهل بناتهم لكن بشرطالتخلي عن الأطفال.
2- رغبتها الجنسية وحاجتها إلى الإشباع الجنسي
تحتاج الزوجة لتلبية رغبتها الجنسية، لذلك تشعر بالاكتئاب أحياناً، حال وجودها كإمرأة معلقة.
3- تحتاج للمال
تحتاج الزوجة المعلقة للمال، كي تنفق على نفسها وعلى أولادها في حالة تخلي الزوج والأهل عنها .
4- رغبة بالانتقام من الزوج.
تشعر الزوجة المعلقة أحياناً برغبتها في الانتقام من زوجها الذي هجرها.
كما تتولد لديها رفبة في الانتقام من المجتمع الظالم الذي يرى انها السبب.
5ـ عدم وجود الوعي الثقافي
عدم وجود الوعي الثقافي لديها عند الزواج، فقد تتزوج دون وجود مهارات حياتية تعينها على تحمل المسئولية.
نصائح للمرأة المعلقة
1-إذا تعنت الرجل ورفض الطلاق، فعلى المرأة أن تستجمع شجاعتها وتلجأ إلى الأساليب القانونية.
2-ـ يجب أن تدرك المرأة أنها إضافة للرجل، ولا تترك نفسها للتحكم فيها.
3-عدم الاستسلام للأفكار المجتمعية السلبية وان تعيش حياتها بما يرضيها.
رأي القانون
يقول رائد نوفل المحامي، إن هناك الكثير من الخطوات خاصة بالمرأة المعلقة، أولها هو محاولة الوصول إلى حل ودي في البداية.
كما نحاول الوصول لحل يرضي جميع الأطراف، وإذا لم يكن هنالك نتيجة، تُرفع القضية للمحكمة بالخلع أو الطلاق.