كتب إمام السبع
طُمُوح يومياً يتجدد، ماكينة أهداف لا تتوقف، أرقام قياسية تُحطم، العمر بالنسبه له مجرد رقم، هو شخص ليس كالبقية، تاريخه يملأ كل أرجاء الدنيا، نموذج في تحدي الذات وكسر كل العقبات، لا يلتفت أبداً للوراء، ولا ينتبه لأي نقد هَدّام، إنما هو عنوان للنجاح، بل هو هو ذاته النجاح، إنه الدون، لهذا اسطورة كل العصور.
كريستيانو رونالدو والذي أصبح منذ بضعة أيام، الهداف التاريخي للمنتخبات، بوصوله للهدف 111 مع منتخب البرتغال، متخطياً صاحب الرقم القياسي، اللاعب الإيراني علي دائي.
لا صوت يعلو خلال الأيام القليلة الماضية، ولا حديث كروي يدور، سوى عن انتقال الدون، وعودته لأولد ترافورد من جديد.
فبعد مرور اثنى عشر عاماً على رحيل كريستيانو رونالدو عن المان يونايتد متجهاً آنذاك لريال مدريد، عاد مجدداً للشياطين، ليكتب فصلاً آخراً في مسيرته الكروية، والذي قد يكون هو الفصل الأخير، ولذا أراد أن يكون في المكان الذي بزغ وترعرع فيه.
فبعدما كثرت الأوقايل في الآونه الأخيرة، عن احتمالية انتقال الدون لمانشستر سيتي، في ظل إبداء كريستيانو رغبته في الرحيل وعدم الاستمرار ضمن صفوف السيدة العجوز اليوفي، لكن وبمجرد ظهور بصيص من الأمل عن إمكانية عودته لليونايتد مجدداً، لم يتردد الدون ولو للحظه، وأعلن على الفور أن عودته لليونايتد هي وجهته المقبلة.
الانتقال الذي كان بمثابة عودة الروح للجسد لجماهير اليونايتد، والتي بدأت تستعيد ذكريات الأيام الخوالى، أيام البطولات والألقاب للمان يونايتد بقيادة السير اليكس فيرجسون، والشاب المتوهج آنذاك كريستيانو رونالدو، رفقة الكتيبة النارية التي هيمنة وقتها علي أوروبا.
وفي ضوء هذا الانتقال، أردنا أن نسلط لكم الضوء علي مسيرة الاسطورة رونالدو، الحافلة بتحقيق البطولات و تحطيم الأرقام، بمختلف القمصان ومع مختلف الأندية التي لعب لها.
مسيرته مع الأندية:
بدأ كريستيانو رونالدو المولود في مدينة ماديرا البرتغاليه، في فبراير من العام 1985م، مسيرته الكروية مع الساحرة المستديرة من مسقط رأسه في فريق ناشونال ماديرا حتي العام 1997م.
انتقل بعد ذلك وهو بعمر الثانية عشر إلي فريق العاصمة البرتغالية سبورتنج لشبونه، حيث انضم لفريق تحت 15 عام آنذاك موسم 1997- 1998م.
بدأ الدون يلفت الأنظار ويشد الانتباه لما يمتلكه من قدرات ومهارات تسبق سنه، وبفارق ملحوظ عن باقي زملائه.
وقتها وبعد موسم واحد فقط تم تصعيده لفريق تحت 17 عام موسم 1998 – 1999م.
وما لبث حتي تم تصعيده بعدها بقليل، لفريق سبورتنج لشبونه تحت 19 عام موسم 2000 – 2001م.
استمر الدون في التطور والنضج السريع، واشتد عوده وذاع سيطه في قطاع الناشئين بين المدربين، بأن هناك موهبة قادمة بقوة تنبأ بميلاد نجم جديد.
بعدها تم تصعيده للفريق الأول لسبورتنج لشبونه، وعمره لم يتجاوز ال17 عام، موسم 2002 – 2003م.
وذات يوم كانت هناك مباراة ودية تجمع فريق مانشستر يونايتد وفريق سبورتنج لشبونه، شارك الدون في المباراة، وأخذ يجذب إليه الأنظار، وعلي رأسهم السير اليكس فيرجسون، لسرعته ومهاراته، برغم حداثة سنه.
وقتها منح السير اليكس فيرجسون الضوء الأخضر لإدارة المان يونايتد للتحرك للتعاقد مع كريستيانو رونالدو، خاصة وأنه كان هناك ترشيح في السابق من البرتغالي كارلوس كيروش مساعد السير آنذاك ومدرب منتخب مصر الحالي للتعاقد مع تلك الموهبة على الفور.
وبالفعل تعاقدت إداراة الشياطين الحمر مع كريستيانو رونالدو في الثاني عشر من أغسطس من العام 2003م وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، بنحو قرابة 19 مليون يورو.
ومن هنا بدأ الدون يسطر التاريخ، ويسير لتحقيق كل الألقاب و تحطيم كل الأرقام.
وبعد مرور ست سنوات قضاها الدون رفقة الشياطين، حقق خلالها العديد والعديد من الالقاب والبطولات.
انتقل كريستيانو رونالدو لصفوف العملاق الاسباني ريال مدريد مطلع موسم 2009- 2010م، وتحديداً في السادس من يوليو عام 2009م، في صفقة قياسية، قدرت بأنها هي الأغلى وقتها، حيث انتقل بنحو قرابة 94 مليون يورو.
وبعد مرور تسع سنوات بالتمام، رحل الدون عن الريال، وسط كثير من علامات الاستفهام حول أسباب رحيله.
حيث انتقل إلي صفوف يوفنتوس مطلع موسم 2018- 2019م، وتحديداً في العاشر من يوليو من العام 2018م، في صفقة قياسية قدرت بنحو قرابة ال 117 مليون يورو.
وبعد مرور ثلاثة مواسم قضاها الدون رفقة فريق السيدة العجوز، أبدى رغبته في الرحيل عن صفوف الفريق، ليقرر العودة لأولد ترافورد من جديد.
حيث انتقل في آخر أيام الانتقالات الصيفية وقبل غلق باب القيد بساعات، وتحديداً في 31 أغسطس الماضي من العام الحالي 2001م إلي مانشستر يونايتد في صفقة قدرت بنحو 15 مليون يورو.
ليعود كريستيانو رونالدو بعد سنوات مضت إلي أولد ترافورد مجدداً، والبداية ستكون بمباراة اليوم أمام فريق المكبايظ نيوكاسل، ضمن منافسات الجوله الرابعه من البريميرليج، والتي ينتظرها الجميع لمشاهدة الدون في معقل الشياطين الحمر من جديد.
– عدد أهداف كريستيانو رونالدو:
سجل كريستيانو رونالدو طوال مسيرته الكروية 785 هدفاً في 1075 مباراة خاضها للآن، سواء مع الفرق المختلفة التي لها لعب أو مع منتخب البرتغال، كذلك تمكن خلالهم من صناعة 270 هدفاً ” أسيست “.
وجاءت أهدافه بواقع الآتي:
مع سبورتنج لشبونه: تمكن في 31 مباراة خاضها رفقة فريق العاصمة من تسجيل 5 أهداف وصناعة 6 آخرين ” أسيست “.
مع مانشستر يونايتد: تمكن في 292 مباراة خاضها رفقة الشياطين الحمر من تسجيل 118 هدفاً وصناعة 69 آخرين ” أسيست “.
مع ريال مدريد: تمكن في 438 مباراة خاضها رفقه الملكي من تسجيل 450 هدفاً، وصناعة 132 آخرين ” أسيست “.
مع يوفنتوس: تمكن من تسجيل 134 هدفاً في 101 مباراة خاضها رفقة فريق السيدة العجوز، وصناعة 22 آخرين ” أسيست ” .
أما مع منتخب البرتغال: تمكن من تسجيل 111 هدفاً في 180 مباراة خاضها رفقه منتخب بلاده، وصناعة 41 آخرين ” أسيست “.
– ألقاب كريستيانو رونالدو:
حقق كريستيانو رونالدو العديد والعديد من الألقاب، وحطم كل الأرقام، ولعل أخرها ومنذ أيام بأنه أصبح الهداف التاريخي للمنتخبات.
دعونا نستعرض لكم أهم ألقاب وأرقام الدون:
- أفضل لاعب في العالم ” BALLON DO’OR” خمس مرات، أعوام 2008 مع اليونايتد، وأعوام 2013 , 2014 , 2016 , 2017 مع ريال مدريد.
-
أفضل لاعب في أوروبا ثلاث مرات، أعوام 2014 , 2016 ,2017 .
-
حاز علي جائزة الأفضل ” The Best ” التي تمنحها الفيفا مرتين أعوام 2016 , 2017 .
-
فاز بجائزة لاعب العام رفقة الأندية التي لعب لها خمس مرات، موسمي 2006- 2007 , 2007- 2008 مع مان يونايتد، وموسمي 2012- 2013 , 2013- 2014 مع ريال مدريد، وموسم 2018- 2019 مع اليوفي.
-
أفضل لاعب في البرتغال عشر مرات أعوام 2007,2008,2009
,2011 , 2012, 2013, 2015, 2016, 2017, 2018. -
الهداف التاريخي لنادي ريال مدريد برصيد 450 هدفاً، متخطياً العديد والعديد من أساطير النادي أبرزهم دي ستيفانو وراؤول جونزاليس.
-
الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا ب 134 هدفاً في 176 مباراة خاضها للآن، كما تمكن خلالهم من صناعة 48 أسيست.
-
الهداف التاريخي لكأس أمم أوروبا ” اليورو” برصيد 14 هدفاً في 25 مباراة، وتمكن خلالهم من صناعة 9 آخرين ” أسيست “.
-
الهداف التاريخي للمنتخبات برصيد 111 هدفاً في 180 مباراة، وتمكن خلالهم من صناعة 41 آخرين ” أسيست “.
-
مع مانشستر يونايتد: فاز بثلاثة ألقاب للدوري الانجليزي 2007, 2008, 2009، كما فاز بلقب دوري أبطال أوروبا معه مره واحدة موسم 2007- 2008، وفاز مرتين بكأس الرابطه الإنجليزيه 2006, 2009 ، ومرة في 2004 بكأس الاتحاد الإنجليزي FA Cup، ولقب الدرع الخيريه مرتين عامي 2007, 2008، وكأس العالم للأندية مره واحده عام 2008.
مع ريال مدريد: فاز بلقب الدوري الاسباني ” الليجا ” مرتين موسم 2011- 2012, وموسم 2016- 2017، كما فاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات مواسم2013- 2014, 2014- 2016, 2016-2017, 2017- 2018، كما فاز بلقب كأس الملك مرتين موسم 2010- 2011, وموسم 2013- 2014، كما فاز بلقب كأس السوبر الاسباني مرتين موسم 2012- 2013, وموسم 2016- 2017، وفاز مع الميرينجي بلقب كأس العالم للأندية ثلاث مرات أعوام 2014, 2016, 2017، وفاز بكأس السوبر الأوروبي معه ثلاث مرات مواسم 2014- 2015, 2016- 2017, 2017- 2018.
- مع يوفنتوس : فاز بلقب الدوري الإيطالي ” الكالتشيو ” مرتين موسم 2018- 2019, 2019- 2020، كما فاز بلقب كأس إيطاليا 2020- 2021، وفاز بلقب كأس السوبر الإيطالي مرتين موسم 2018- 2019, وموسم 2020- 2021.
-
مع سبورتنج لشبونه: فاز بلقب كأس السوبر البرتغالي عام 2002.
-
مع البرتغال: فاز ببطولة أمم أوروبا “اليورو ” عام 2016، وكذلك دوري الأمم الأوروبية عام 2019.
-
لقب الهداف : فاز الدون بلقب الهداف تسعة عشر مرة في مختلف البطولات التي شارك بها ومع مختلف الأنديه التي لعب لها وكذلك منتخب البرتغال من ضمنها.
أخيراً وليس آخراً يبقي الدون واحداً من أعظم أساطير كرة القدم، إن لم يكن أعظمها علي الإطلاق، اسطورة ستبقي خالدةً في كل العصور، لما حققه من ألقاب وبطولات وما حطمه من أرقام، وما يمتلكه من عقلية احترافية لا نراها في كثير من نجوم الكرة، ويكفي أنه وهو بعمر السادسة والثلاثين مازال يصر علي التحدي، وفي أكبر دوري.
دعونا لنرى كريستيانو رونالدو في حقبته الجديدة رفقة مانشستر يونايتد، إلي أين سيصل؟ وهل بمقدروه إعادة اليونايتد للهيمنه علي الألقاب، وتصدر المشهد مجدداً في مختلف البطولات، لاشك أن بمقدوره ذلك وباقتدار.
لكن الشئ الأكيد أن عودة الدون لأولد ترافورد تمثل إضافة كبيرة لليونايتد، على كل الأصعدة، فنياً وجماهيرياً وتسويقياً وغير ذلك.
ويبقي كريستيانو رونالدو اسطورة حية، تنبض بالتألق، ومثال لكل من يريد النجاح في أي مجال، ويبقي الدون اسطورة كل العصور.