البطل رامي عبد العزيز “ضفدع بشري” قتل بمفرده 274 إسرائيلياً “تعرف عليه”
كتبت: دينا حافظ
تردد أسم القبطان البطل رامي عبد العزيز الملقب بالطوربيد البشري، كثيراً في الموسوعات العسكرية العالمية، كأول وآخر ضفدع بشري يقوم بمفرده بالغطس وتلغيم وتدمير الهدف داخل عمق العدو، فهو منفذ عملية تدمير سفينة “بات يام” في ميناء إيلات الحربي الإسرائيلي، وهو ما يعد من البطولات النادرة في تاريخ الضفادع البشرية في العالم.
من هو البطل رامي عبد العزيز!!
تخرج القبطان رامي عبد العزيز من الكلية البحرية عام 1966، وإلتحق بلواء الوحدات الخاصة، وأنضم بعدها في عام 1967 إلى رجال الضفادع الذين تم اختيارهم بعناية للإستعداد للمهمة، وكانوا نحو 15 فرداً فقط ما بين ضابط وصف ضابط ومجند.
وبعد هزيمة 67 تقرر القيام بعمليات إنتقامية ضد العدو الإسرائيلي داخل أرضه، وتنفيذ عدة هجمات متفرقة في منطقة البحر الأحمر وقناة إسنا وعدد من الغارات على مواقع مختلفة.
وذلك من خلال عمليات إنزال بحري لمعدات ورجال الصاعقة، بسفينتين حربيتين رصدتهما المخابرات المصرية، الأولى تسمى “بيت شيفع”، وهي ناقلة مدرعات برمائية، والثانية تسمى “بات يام”، وهي ناقلة جنود.
وتم تجهيز فريق من رجال الضفادع البشرية على أعلى مستوى لتدمير هذين الهدفين، بالإضافة إلى رؤية اللواء محمود فهمي عبد الرحمن، قائد القوات البحرية وقتها، حول أهمية مهاجمة “إسرائيل” داخل عمقها الإستراتيجي.
تنفيذ المهمة: بعد أن تأكدت المخابرات المصرية، بعدم قدرة السفينتين “بيت شيفع” و”بات يام” على الإبحار ليلاً لحين الانتهاء من عملية التصليح، أبلغت القوات البحرية، وصدرت الأوامر بالاستعداد والتحرك لتنفيذ مهمة تدمير السفينتين.
وتوجه رجال الضفادع البشرية، يوم 5 فبراير عام 1970، إلى العراق بالطائرة، ومنها للحدود الأردنية، ثم لعمان ومنها للعقبة، وذلك بمساعدة منظمة التحرير الفلسطينية، ووصلوا إلى ميناء العقبة بمساعدة ضابط أردني وطني، ومع الساعة الثامنة والنصف كانوا في مياه العقبة.
وبدأ رجال الضفادع البشرية وكانوا أربعة أبطال مقسمين على مجموعتين لكل سفينة مجموعة، الأولى لمهاجمة “بات يام” وكانت بقيادة الطوربيد البشري “الملازم أول رامي عبد العزيز” و”الرقيب فتحي محمد”، والمجموعة الثانية لمهاجمة “بيت شيفع” بقيادة “الملازم أول عمرو البتاتوني” و”الرقيب علي أبو ريشة”، الغوص في المياه والاتجاه نحو الهدف “ميناء إيلات الحربي”، وفي منتصف الطريق سمعوا أصوات “لنشات”، فهبطوا تحت الماء إلى أن انتهى الصوت ثم طفوا فوق الماء مرة أخرى.
وبعدها قال الرقيب فتحي محمد، إن “البادي” الخاص به لا يمكن أن يتحمل ولا يستطيع أن يستكمل العملية، فقرر رامي عبدالعزيز استكمال المهمة وحده، وعودة زميله إلى نقطة الإنزال في العقبة.
وبعد التأكد أن السفينتين موجودتان، توجه عمرو البتانوني إلى “بيت شيفع” وتوجه رامي عبدالعزيز إلى “بات يام”، وكان أول مرة يقوم ضفدع بشرى بالعوم وحمل الألغام وأسطوانات الأكسجين منفردًا، وكان يعوم على بعد 3 أو 4 أمتار من السطح في وجود الدوريات الإسرائيلية، وقرر إكمال المهمة والهجوم على “بات يم”، وعندما وصل إلى قاع السفينة، وجدها مليئة بالأعشاب البحرية والقواقع، وكان لابد أن يزيل هذه الأعشاب ليتمكن من تثبيت اللغم بالمغناطيس، فقام بسحب الخنجر وبدأ عملية التنظيف وفعلاً بدأ بتثبيت اللغم ثم ضبط ساعة التفجير لينفجر اللغم بعد ساعتين من تثبيته أي في الساعة ٢.٣٠ صباح يوم ٦ فبراير عام ١٩٧٠، وبعد نحو أكثر من 750 متراً التقى بعمرو البتانوني وزميله في المجموعة.
وفي منتصف الطريق وعلى بعد نحو 3 كيلو مترات، تفجر اللغم وتحولت “بات يام” إلى قطعة من اللهب، وتفتتت وغرقت وقتل بداخلها 274 إسرائيلياً.
ونتيجًة لتفجير اللغم في “بات يام” وإغراقها قبل تفجير “بيت شفيع” تنبهت القيادات وأعطت أوامر لتتحرك السفينة إلى منطقة ضحلة بالميناء حتى لا تغرق.
وبهذه العملية دخل البطل القبطان رامي عبدالعزيز التاريخ، وسجل أسمه في الموسوعة العسكرية العالمية، كأقوى “ضفدع بشري”، وصاحب عمل خارق لكافة قوانين قتال رجال الضفادع البشرية.
نوط الشجاعة: حصل البطل القبطان رامي عبد العزيز على العديد من الأوسمة والنياشين، أهمها نوط الشجاعة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقب عودته من هذه العملية.
وشارك القبطان رامي عبد العزيز في حرب أكتوبر، وذلك من خلال تنفيذ “الضفادع البشرية” عملية تدمير منطقة بلاعيم في أبو رديس التي كانت تسيطر عليها القوات الإسرائيلية حينها وكانت تقوم بإستخراج البترول منها من خلال حفار بترولي، ونجحت المهمة في تدمير هذا الحفار.
وحصل بعدها البطل رامي عبد العزيز على وسام النجمة العسكرية ونوط العبور.