إمام السبع يكتب: منتخب مصر بين بطولة الدفاع وعجز هجومي مليئ بالمعاناة
استهل منتخبنا الأوليمبي مشواره بدورة الألعاب الأوليمبية بطوكيو بتعادل ثمين أمام نظيره الأسباني.
وبرغم أننا قد نتفق أو نختلف حول الشكل الذي ظهر به منتخبنا اليوم من الناحية الهجومية، إلا أنه لا خلاف على الأداء الدفاعي المميز، فهو أداء يستحق كل الإشاده و الثناء.
بدايةً دعونا نتكلم عن النواحي الإيجابية التي رأيناها من منتخبنا في مباراة اليوم أمام أسبانيا.
فلقد رأينا منتخبنا منذ بداية المباراة لنهايتها في كامل تركيزه، متمركز أمام منطقة جزاءه بشكل مميز، هناك تضيق للمساحات، وظهرت بين مدافعيه حالة من التفاهم والانسجام.
وبالفعل كما كان متوقع قدم الثلاثي حجازي والونش والشناوي الإضافة القوية والصلابة الدفاعية فهم مثلوا صمام أمان المنتخب طيلة المباراة، بما لديهم من خبرات بجانب أداءهم الذي اتسم بالرجولة في قطع وتشتيت أكثر من كرة، شكلت على منتخبنا كثيراً من الخطورة، واستحق الثلاثي خاصة الونش وحجازي أن يكونوا نجوم اللقاء.
وبجانب ذلك قدم أكرم توفيق، واحدة من كبرى المباريات وواصل الإبهار بأداء رجولي مميز خطف الأنظار، واستمر على نفس أداءه المميز الذي يقدمه مع الأهلي، ولا شك إذا استمر على ذلك سيكون له شأن كبير في قادم السنوات، وقد لا نراه في الدوري المصري بعد الأوليمبياد.
ضف على ذلك الثقة الكبيرة التي يلعب بها طاهر محمد طاهر، فأهم ما يميزه، أنه يظهر في المحافل الكبرى، بلا رهبة، فهو يلعب بأريحيه تامة، والتي يفتقدها نجوم كثيرة في مباريات كبيره.
ولاننسي الإشاده بعمار حمدي، والذي لابد أن يشارك أساسياً في مباراتنا القادمة أمام الأرجنتين، فهو يتمتع برؤيه كبيرة في أرض الملعب، وسرعة فائقة تساعده سواء في الزيادة الهجومية أو الارتداد لتقديم المساعدة الدفاعية، فهو يمتلك أسلوب لعب سلس، وله رونق مختلف.
أما على الجانب الآخر وعندما نتحدث عن السلبيات، فأولها، هو ظهور منتخبنا متراجع للخلف بشكل مبالغ فيه في شوط المباراة الأول، بالفعل أسبانيا فريق كبير ومصنف كأحد أبطال العالم، ويتميز بالكرات السريعة القصيرة، التي تمكنه من الوصول لمرمى الشناوي بسهوله، لكني أتحدث عن التحفظ والحذر الشديد الذي ظهرنا به، بل إن شئت فقل الخوف والرهبة من الكتيبة الإسبانية.
وتأكيداً على ذلك، كنا بمجرد قطع الكرة نفقدها سريعاً بسهولة، وبالتالي لم نكن قادرين على بناء هجمة بشكل كامل، فلم تكن هناك جملة هجومية واضحة نلعب عليها، بل كلها كرات عشوائية، ومجهودات فردية.
وكان أحمد ياسر ريان بمعزل كبير عن خط الوسط والمدافعين، نظراً لطريقة لعب الكابتن شوقي غريب، 5-4-1 والتي لم تقدم له الدعم الكافي لتهديد مرمى أوناي سيمون حارس أسبانيا، وبالتالي كان منتخبنا مقصوص الجناحين هجومياً.
وعلاوة على ذلك، رمضان صبحي والذي ظهر بأداء باهت، بل إن شئت فقل أصبح يميل للاستعراض وحب الكاميرا، أكثر من التركيز في الكرة، فلقد كان بإمكانه في ظل الضغط الكبير من جانب المنتخب الإسباني على دفاعاتنا، أن تشكل المرتدة السريعة عن طريقة خطورة كبيرة في ضهر باو توريس وداني فابيخو، لكن للأسف لم نرى ذلك.
خلاصة القول، منتخبنا الأوليمبي حقق نقطة ثمينة أمام منتخب كبير بحجم المنتخب الأسباني، وقدم مباراة كبيره دفاعياً، ولكنه لم يظهر بالشكل الجيد هجومياً، وبالتالي علينا أن نبني على هذا التعادل ونستمر على هذا الثبات والتنظيم في الخط الخلفي، ولابد أن نتحسن ونكون أشرس في الشق الأمامي، ونسعى لتقديم عرض قوي صباح الأحد، أمام منتخب الأرجنتين، ولما لا نسعى لتحقيق الفوز لحجز مقعد في الدور القادم، والذهاب لبعيد في البطولة.