أنا وَالْمُرْجِفُونَ في المدينة
محمد حراز
المرجفون في المدينة يعلمون جيداً، أنه من الخيانة أن تكشف سِتر الوطن وهو يتعرض لأقذر الحروب، حروب يتآمر فيها الأخ والصديق وأبناء العمومة مع عدوِ يسعى لكسرك، لتشويه حضارتك، للنيل من شموخك ومن تاريخك، حرب وجودية نكون أو لا نكون، ومع ذلك يطالبونك بالاستمرار في نشر السلبيات وتعرية الوطن.
وحتى لا ينبرى أحدهم ويتهمنا بتخوين البعض، نقول لهؤلاء في كل المجتمعات يُعرف هؤلاء بسيماهم، فقد خانوا رسول الله من قبل؛ وكانوا يظهرون الورع والتقوى ويدعون صحبته صلى الله عليه وسلم، لكن الله فضحهم وكشفهم للرسول فطهر أصحابه وجيشه منهم؛ فالأوطان التي لها جيوش وطنية قوية، تحمل أرواحها على أكفها وتقدمها رخيصة في سبيل أن لا يدنس أرضها دخيلِ خائن باع وطنه، أو فارِ من مواجهة العدو، أو عدو متغطرس، تلك الأوطان لا يمكن أن تسقط، ولا ينبغي لها أن تسقط لأنها ميزان الكون؛ ورمانة عدله.
فمن الخيانة أثناء الحرب أن يشحذ الكُتاب أقلامهم ويرفعونها للاستعراض والنيل من بلادهم بنشر مقالات تضعف جبهتها الداخلية بكشفها وتعريتها، في وقتٍ يجب أن تكون جبهة من الفولاذ؛ ذاك فرض عين على كل كاتب شريف صاحب قلم شريف
مع التأكيد أننا في الوقت ذاته نؤكد أن أصحاب الأقلام الشريفة لايمكنهم التخلي عن مبادئ ومناهج تربوا عليها، فى الوقوف بجانب أبناء شعبهم، وكذلك قيامهم بالتنبيه على المسؤولين بوجود تقصير هنا أو هناك، ولكن ليس بنشر السلبيات والتغني بوجود الفساد ليل نهار، بل بالتواصل الخفي حتى لا يتصيَّد المرجفون ذلك وهم بنا يتربصون