أم كلثوم الملقبة بكوكب الشرق أسطورة عابرة لأجيال وسيرة حافلة بالأسرار
إسراء البواردي
لم يخلو التاريخ العربي في قديمه وحديثه من قصص الحب العذرى و أشهرها ما كان من مجنون ليلى، وقيس بن الملوح وغيرهم.
وكانت فاطمة بنت الشيخ المؤذن إبراهيم السيد البلتاجي و التي تعرف أيضاً بكُنيتها المشهورة أُم كَلثوم ، قد أصابها ذلك النهج الفني وولدت فاطمة لأسرة متواضعة في قرية ريفية تسمى طماي الزهايرة ، في مركز السنبلاوين بـ محافظة الدقهلية ، و تعلمت الغناء من والدها في سن صغيرة فبرزت موهبتها المميزة و علمها أيضاً تلاوة القرآن، وذكرت أنها قد حفظته عن ظهر قلب.
وبعدما سمعها القاضي علي بك أبو حسين بدأ صيت أم كلثوم يذيع منذ صغرها ، حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة بسبب ظروف الأسرة المحدود والظروف الصعبة التي مرت بها الأسرة ، و لكنها تجاوزت أحلام الأب حين تحولت إلى المصدر الرئيسي لدخل الأسرة.
و بعد كثير من الإلحاح أقنعت الأب بالإنتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم ، و كانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا ، و أعطتها سيدة القصر خاتماً ذهبياً وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجراً لها.
وفي أغدًا ألقاك قصة رسالة حزينة من شاعر سوداني حملتها أم كلثوم لجمهورها ، حيث كانت كلمات كتبها الشاعر السوداني الهادي آدم بمشاعر في غاية الرقة عن قصة حب جمعته بفتاة مصرية ، أثناء دراسته بكلية دار العلوم بالقاهرة وعندما تقدم لخطبتها رفض أهلها هذه الزيجة، فعاد للسودان حزينًا غاضبًا وأثناء جلوسه تحت أحد الأشجار يشكو همه للطبيعة أتته البشرى بموافقة أهل الفتاة على الزيجة.
وفي كلمات مؤثرة (رجعوني عنيك لأيامي اللي راحوا.. علموني أندم على الماضي وجراحه.. اللي شوفته قبل ما تشوفك عنيا.. عمر ضايع يحسبوه إزاي عليّ.. إنت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه)، و التي كانت من كلمات أغنية إنت عمري والتي أطلق عليها الكاتب الكبير مصطفى أمين لقاء السحاب ، لأنها جمعت للمرة الأولى فنيًا بين كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
و نجح عبدالناصر في أن يجمع بين كوكب الشرق وموسيقار الأجيال ، كما جاء في الكتابات الفنية على مدار السنوات الماضية ، و حسب ما وثقه الكاتب محفوظ عبدالرحمن من خلال مسلسل السيرة الذاتية عن أم كلثوم وقامت ببطولته صابرين.
و تشتهر أسطورة الطرب أم كلثوم بالعديد من الطقوس التي كانت تقوم بها وأكثر ما ينسب إليها ، و هو المنديل الذي كانت تحمله في يدها ، وقد صرّحت أن كلثوم في لقاء قديم لها أن السبب هو الخوف الشديد حيث قالت (كلما كبر الفنان كلما إزداد خوفه من الجمهور إحتراماً له ، لذلك أنا أمسك المنديل في يدي لأنها تبدأ بالتعرق من شدة التوتر لحظة فتح الستارة … فأمسك المنديل بيدي الذي يريحني من التوتر والبرودة).