أصغر قيادي بالجماعة الإسلامية يكشف لـ«الرأي» خبايا الأفكار المُسلّحة وتبعيتها للإخوان الإرهابية.. «1»
حوار : محمد علي
الإخوان «الإرهابية» استخدمت الجماعة الإسلامية كجناح مسلح.. والأخيرة لم تنفي ذلك
الجماعة الإسلامية قُسِّمَت إلى مجموعات وشِلل
الجماعة وحزبها تابعة بشكل رئيسي لجماعة الإخوان «الإرهابية»
بعد ثورة 30 يونيو.. حُولِّت العملية من سياسية بحتة إلى صدام مع الجيش
شباب عشقوا العمل السياسي والطواف في رحابه، فمنهم من أثبت للجميع أنه ذات حنكة سياسية، وتمكن ببراعة وذكاء من الوصول بسرعة البرق لأعلى المناصب السياسية، وبعدها بات حديث الجميع داخل مصر وخارجها..
حوار ثريٌ بكل المعاني، والجراءة في الكلام شئ ممتع للغاية، والسقف لديه مرفوع فليس هناك محظور والكل مباح.. عبد الرحمن محمد.
عبد الرحمن محمد، المعروف بـ«عبد الرحمن صقر»، القيادي السابق بحزب البناء والتمية، والمتحدث السابق باسم جبهة الإصلاح والتنمية الجماعة الإسلامية، أحد شباب ثورة يناير، رغم صغر سِنّه، ويُعد أحد أهم أعضاء الجماعة السابقين وخاصة في محافظة المنيا.
كان مسئولًا عن تجهيز وترتيب اجتماعات مجلس شورى الجماعة بشكل دوري، كما أنه المسؤول أيضًا ًعن تنفيذ ما تؤول إليه قرارات المجلس في محافظة المنيا التي كانت تحت سيطرته.
يروي «صقر» في حوار خاص لـ«الرأي» شهادته، التي تكشف أسرار خفيّة عن الجماعة الإسلامية وعلاقته بها وردوده على بعض تصريحات قيادات الجماعة التي تُكْشَف للمرة الأولى، بعد أن انشق عنها مؤخرًا، ويحكي تفاصيل علاقاتها القوية والسرية بكل من إيران وقطر، وتلقيها تمويلات من البلدين.
حدِّثنا عن فترة وجودك بالجماعة الإسلامية وذراعها السياسي حزب البناء والتنمية؟
مبدئيًا؛ أود التأكيد على عدم وجود أي فرق بين الجماعة والحزب سوى الشكل القانوني ودخول البرلمان، فالانضمام للجماعة وحزبها السياسي كان في فترة ما بعد ثورة يناير.
في ذلك الوقت كنتُ عضوًا باللجنة الإعلامية بمحافظة المنيا، وكنت مسئولًا عن أي اجتماع خاص بمجلس شورى الجماعة إذا كان سيتم داخل مقر الحزب أو الجماعة بمحافظة المنيا.
حدثت انتخابات داخلية للحزب على مستوى الجمهورية، وترشحت فيها، وأصبحت عضو المكتب التنفيذي للحزب والجماعة بالمنيا، وكنت مسؤولًا عن القوافل الطبية الشاملة وأي شيء يخص العمل بالحزب في المنيا، وظللت في هذا المنصب حتى أحداث اعتصام رابعة.
أسباب استقالتك من حزب البناء والتنمية؟
كان ليَّ الشرف في العمل بالحزب حين كان يخدم مصر وشعبها، وسلكتْ الجماعة الإسلامية الطريق الصحيح بعد مبادرة نبذ العنف 97.
لكن هناك أسباب عدة تراكميّة وليست لحظيّة جعلتني أستقيل منه على الرغم من أنني أصبحت أصغر قياديها كـ:
انضمام الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية إلى تحالف دعم ما يسمى بدعم الشرعية دون رؤية حقيقية لهذا التحالف، ونتج عن ذلك إعلان الجماعة بأسيوط أنها بديل لوزارة الداخلية المصرية في أحداث المظاهرات التي اندلعت ضد المعزول محمد مرسي، حين أعلنت الشرطة عن الإضراب.
استخدام الإخوان «الإرهابية» للجماعة الإسلامية كجناح مسلح وصوَّرته للإعلام وللجميع على أن الجماعة الإسلامية لم تنبذ العنف بعد وتعشق الدماء، ومع ذلك لم تنفي الجماعة ذلك.
تم تقسيم الحزب والجماعة إلى مجموعات وشلل بعد ثورة 30 / 6 / 2013 م، فما آثار ذلك على الحزب والجماعة؟ وهل حقيقي أن الجماعة الإسلاية وحزبها كيان مستقل أم أصبح تابعًا لجماعة الإخوان المسلمين وكأنه أحد اللجان الفرعية لجماعة الإخوان المسلمين؟.
كان هناك سبب قوي لتقسيم الحزب والجماعة إلى مجموعات وشلل بعد ثورة 30 / 6 / 2016 ممثلة ً في : الخطابات العنترية للمهندس عاصم عبد الماجد، والدكتور طارق الزمر، عبر ميدان رابعة أثناء اعتصامهما لجماعة الإخوان المسلمين، وكأن الجماعة الإسلامية لديها جيش وميليشات مسلحة.
اتضح ذلك من خلال بعض الكلمات التي كانت في فحوى خطاباتهما مثل “سنسحقهم وسنبيدهم وغيرها من الكلمات”.
حُولِّت العملية من سياسية بحتة إلى صدام وصراع مع الجيش، وهذا دليل قطعي على مدى الغباء السياسي لدى قيادات الجماعة والحزب.
كل ذلك ألقى بظلاله الوخيمة على الجماعة الإسلامية وحزبها وأدى إلى تفتتهما إلى جماعات كل منها تسعى لمكاسبها الشخصية، ومن هنا صارت الجماعة وحزبها تابعة بشكل رئيسي لجماعة الإخوان «الإرهابية» يقتفون أثرها.
علاقة الجماعة الإسلامية بالإخوان «الإرهابية» قبل وبعد ثورة 30 يونيو 2013 م؟
أولًا: العلاقة قبل ثورة 30 يونيو كانت علاقة عادية بل تصل إلى حد الاختلاف الشاسع في العديد من الأمور السياسية ومنها: تحالف الجماعة الإسلامية مع حزب االنور السلفي في الانتخابات البرلمانية قبل تولي مرسي الحكم.
أيضًا؛ اختلاف حزب البناء والتنمية مع حزب الحرية والعدالة ممثل الإخوان «الإرهابية» في الجمعية التأسيسية على بعض المواد الدستورية وكان أهمها بند الشريعة. وكانت هناك مقولة شهيرة دومًا يرددها بين أبناء الجماعة الإسلامية المهندس عاصم عبد الماجد “بأن الإخوان يسعون إلى السلطة أكثر من سعيهم لتمكين الإسلام والشريعة”.
بالإضافة إلى وعود جماعة الإخوان للجماعة الإسلامية حين حدثت بعض الاضطرابات بين الإخوان والدعوة السلفية والحركة اليسارية ومؤسسات الدولة؛ بحث الإخوان عن حليف جديد لها ووجدت ضالتها المنشودة في الجماعة الإسلامية بوعود براقة ممثلة في تعيين 2 محافظين في محافظات ثقل الجماعة الإسلامية “المنيا وأسيوط”.
بعد تلك الوعود طرحت الجماعة الإسلامية على الإخوان «الإرهابية» خمسة أسماء وهم: الدكتور جمال هلالي، الدكتور صفوت عبد الغني، والشيخ محمد الصغير، والشيخ عبد القادر عبد الوهاب والمهندس عادل الخياط، حيث كان الدكتور ” جمال هلالي ” من أكثر الموعودين من قِبل الإخوان بأن يكون محافظًا للمنيا وخلت في كلامها وتم تعيين المهندس عادل الخياط محافظًا للأقصر ولم يستمر سوى أسبوع بعد صدام الحركة اليسارية هناك وأعلن على الفور استقالته.
من ضمن الوعود، كذلك، الاتفاق بين الدكتور صفوت عبد الغني ممثل حزب البناء والتنمية، وممثل حزب الحرية والعدالة ومكتب الإرشاد محمد البلتاجي عن تعيين 10 أعضاء في مجلس الشورى البديل عن مجلس الشعب الذي تم حله بحكم قضائي شهير من المحكمة الدستورية العليا والصادر في 14 / 6 / 2012 وخالف الإخوان كعادتهم العهود وتم تعيين 3 شخصيات فقط لا غير على رأسهم الدكتور صفوت عبد الغني ومحمد الصغير وعبد القادر عبد الوهاب.
ثانيًا : العلاقة بعد ثورة 30 يونيو تغير الوضع تغيرًا جذريًا وأصبحوا مندمجين كليًا مع الإخوان «الإرهابية» وكأن بينهما زواجًا عرفيًا، وكان المبرر الواضح حين تسأل القواعد من أبناء الجماعة الإسلامية قياداتها عن هذا التغيير الفاجئ رغم الأخطاء السياسية الكبيرة لدى جماعة الإخوان «الإرهابية» والمعروفة للكافة ترد عليهم قيادات الجماعة بتبرير تافه ألا وهو أن القصة في الحرب على الإسلام والجماعة المسلمة على رغم أن جماعة الإخوان المسلمين التي تدعي بأنها تحمي الإسلام الآن كانت ضد المادة الثانية التي أحتواها دستور الإخوان في الجمعية التأسيسية .